رئيس التحرير : مشعل العريفي
 محمد السحيمي
محمد السحيمي

(هيئة جدتي حمدة) لقيادة السيارة!!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

ما أروع حديث هذه المرأة التي عرفت نفسها بأنها زوجة القنصل الإماراتي في الرياض؛ تعقيباً على لقاء (بدرية البشر) بالدكتور (عيسى الغيث) حول قيادة المرأة السعودية للسيارة! وملخص حديثها: أنه يستحيل على المرأة سعودية أو غير سعودية أن تقود السيارة (فيذا)، في مجتمع هو الأول عالمياً في الاستهتار بالأنظمة المرورية! ولكن العجب العجاب والغريب الغراب هو: كيف فهمت السيدة الغيورة وأمثالها أن السماح بقيادة المرأة سيتم وسط هذه الثقافة الاجتماعية المخجلة، دون أن يحدث تغييراً جذرياً؟ ومن صوَّر لها أنه لن يستفيد من قيادة السيارة إلا المراهقات اللواتي يطاردن الشباب ـ حسب كلامها ـ وكأنه لا وجود بين السعوديات للطبيبة، والمعلمة، والأم التي لا تملك تكلفة استقدام سائق؛ ولو كان الزميل (براك بن حسين أوباما) في يناير القادم؟! وكيف نتجاهل السبب الأكبر الذي أدى إلى ثقافة الاستهتار بالأنظمة، وهو: تساهل (مرور الكرام)، في تطبيق العقوبات الصارمة على الجميع؟ وكلنا نرى جرأة البعض الأبعض على كاميرات (ساهر)؛ لكنه لا يجرؤ على قطع الإشارة ـ مثلا ـ حين يرى رجل مرور عندها؛ وإن كان الأخير مشغولاً بمتابعة مقطع السيدة الإماراتية في (الآيفون)؟! ثم يأتي البعض الأبعض الآخر، ويزعم أن قيادة المرأة للسيارة قرارٌ اجتماعي، وليس رسمياً! فلماذا ـ بناءً على ذلك ـ لا تستجيب الحكومة للمطالبات الكاسحة بإلغاء نظام (ساهر) منذ بدأ؟! بل إن مسؤوليتها التاريخية حيال كثرة الوفيات جرّاء الحوادث؛ يحتِّم عليها مضاعفة غرامات (ساهر) عشرات المرات!! أما قيادة المرأة السعودية للسيارة، فقد صدر منعها رسمياً، في بيان لوزارة الداخلية قبيل (26) أكتوبر (2013)، وما زال ساري المفعول، وللداخلية حيثياتها الأمنية في ذلك؛ فالإرهابيون لم يتورعوا عن التخفي في النقابات، وعباءات الرأس؛ وسيسهل وصولهم للحور العين لو سمح للمرأة بالقيادة! ولكن المنطق لن يصمد طويلاً عند هذه الحيثية الوجيهة؛ على اعتبار أن القيادة حق للمرأة، وليس مكرمة يمن بها المجتمع الذكوري (المتنيئم/ المتنيوم)! وإنما توضع القوانين لخدمة الأغلبية، وليس لدرء خطر الأقلية! وهنا تقترح جدتي (حمدة) ـ صاحبة السيارة (دوجٍ حمر والرفارف سود) ـ أن يشكل المرور (هيئة) لقيادة المرأة للسيارة شعارها: (عسى خطاياك يا سليمة * في حظ من سرِّحك راعي)!!
نقلا عن مكة

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up